المشاركات

التصور المعرفي للتعلم

التصور المعرفي للتعلم Cognitivisme تعتبر المدرسة المعرفية في علم النفس من بين أحدث المدارس المعرفية التي حاولت أن تتجاوز بالخصوص بعض مواطن الضغط في المدرسة البنائية والسلوكية على السواء. فإذا كانت السلوكية في نظرياتها حول التعلم ترى بأن التعلم هو تحويل سجل الاستجابات أو تغيير احتمالات إصدار استجابات هذا السجل تبعا لشروط معينة، حيث تحويل السلوك، المتمثل في تحسين الأداء واستقراره، لا يرجع إلى النضج النمائي بل إلى فعل المحيط الخارجي وآثاره، والنمو ما هو إلا نتيجة آلية. وإذا كانت كذلك النظرية البنائية (التكوينية) مع بياجي ترى بأن النمو المعرفي هو عملية لبناء المعرفة يقوم فيها الطفل بدور نشيط من خلال تفاعله مع المحيط، لكن ما يحكم هذا النمو هي الميكانيزمات الداخلية للفرد، والتي لا تتأثر إلا في حدود نسبية جدا بالعوامل الخارجية، ويتحقق النمو عبر مراحل تدريجية متسلسلة وضرورية (النضج) في شكل بنيات معرفية أكثر فأكثر تجريدا، والتعلم يكون دائما تابعا للنمو، فإن المدرسة المعرفية حاولت تجاوز كل من التكوينية/البنائية والسلوكية في إشكالية أسبقية الذات (النضج) أو الموضوع في عملية التعلم وبناء ...

مراحل النمو العقلي عند برونر

    اشتهرت نظرية برونر في الولايات المتحدة الأمريكية لأنها استخدمت المصطلحات والطرق الأكثر تناسباً مع طريقة التفكير الأمريكية من جهة ولأنها ربطت التطور المعرفي عند الأطفال بنظرية التعلم من جهة ثانية. 1. المرحلة المحسوسة (النمط العملي)     سلوك الطفل الحركي هو أول نمط من أنماط التفكير عند الأطفال ويتكون خلال ما يقوم به الطفل من أفعال نحو الأشياء وحيث تحتل العالم الخارجي ممثلاً حركياً من خلال الخبرات اليومية التي تدعوه إلى التمثيل العملي مثل اللمس والتذوق وتحريك الأشياء والإمساك بها ولا غرابة في أن الطفل الصغير يفهم بيئته المحيطة به من خلال ما يفعله في هذه البيئة من أمثلة ذلك تعلم الطفل ركوب الدراجة الهوائية فالذي يلزمه هنا أكثر من غيره ليس الكلمات وليس الصور الذهنية والتخيلات بل الذي يساعده في إتقان هذه المهارة ما يقوم به من حركات وإتقان لتلك الحركات على الدراجات. (عند بياجيه تسمى المرحلة الحس-حركية). 2. المرحلة المصورة (التخيل)     تتمثل في أشكال متعددة من التخيلات الحسية والصور البصرية وهي شكل من أشكال التمثيل أكثر تقدماً وتعقيداً من الشكل الأول كما ...

نظرية التعلم البنائية

نظرية التعلم البنائية Le structuralisme تعتبر نظرية التعلم البنائية (أو التكوينية) من أهم النظريات التي أحدثت ثورة عميقة في الأدبيات التربوية الحديثة خصوصا مع جان بياجي ، الذي حاول انطلاقا من دراساته المتميزة في علم نفس الطفل النمائي أن يمدنا بعدة مبادئ ومفاهيم معرفية علمية وحديثة طورت الممارسة التربوية. كما أنه طبق النتائج المعرفية لعلم النفس النمائي على مشروعه الإبستيمي (الإبستمولوجيا التكوينية)، ولمقاربة هذه النظرية البنائية في التعلم سنحاول أولا، التعرف على أهم المفاهيم المركزية المؤطرة لها، ثم أهم مبادئها ثانيا، وبعد ذلك سنتعرف على الأبعاد التطبيقية لهذه النظرية في حقل التربية. المفاهيم المركزية لنظرية التعلم البنائية مفهوم التكيف التعلم هو تكيف عضوية الفرد مع معطيات وخصائص المحيط المادي والاجتماعي عن طريق استدماجها في مقولات وتحويلات وظيفية، والتكيف هو غاية عملية الموازنة بين الجهاز العضوي ومختلف حالات الاضطراب واللاانتظام الموضوعية أو المتوقعة والموجودة في الواقع، وذلك من خلال آليتي الاستيعاب l’assimilation والتلاؤم l’accommodation. التلاؤم هو تغيير في استجابات الذا...

نظرية التعلم الجشطالتية

نظرية التعلم الجشطالتية Le gestaltisme مفاهيم الجشطلت دلاليا يعني الشكل أو الصيغة أو الهيئة أو المجال الكلي. والجشطلت حسب فريتمر Wertheimer هو كل مترابط الأجزاء باتساق وانتظام، حيث تكون الأجزاء المكونة له في ترابط في ما بينها من جهة، ومع الكل ذاته من جهة أخرى ؛ فكل عنصر أو جزء في الجشطلت له مكانته ودوره ووظيفته التي تتطلبها طبيعة الكل. البنية وهي تتشكل من العناصر المرتبطة بقوانين داخلية تحكمها ديناميا ووظيفيا، بحيث إن كل تغيير في عنصر يؤدي إلى البنية ككل وعلى أشكال اشتغالها وتمظهراتها. الاستبصار الاستبصار هو لحظة الإدراك المتدبر التحليلي الذي يصل بالمتعلم إلى اكتساب الفهم، أي فهم مختلف أبعاد الجشطلت. التنظيم التعلم هو عملية الكشف عن الصيغ التنظيمية التي تحكم بنية الجشطلت. إعادة التنظيم بناء التعلم يقتضي الفعل في موضوع التعلم، وذلك بإعادة هيكلته وتنظيمه. الانتقال لا يمكن التحقق من التعلم إلا عندما يتم تعميمه على مواقف مشابهة في البنية الأصلية، ومختلفة في أشكال التمظهر، حيث أن الاستبصار الحقيقي هو الذي ينتقل إلى المجالات المرتبطة والملائمة. الدافعية الأصيلة تعز...

نظرية التعلم السلوكية

      تأثرت المدرسة السلوكية، وخصوصا مع واطسون ، بأفكار تورندياك Thorrndike الذي يرى بأن التعلم هو عملية إنشاء روابط أو علاقات في الجهاز العصبي بين الأعصاب الداخلية التي يثيرها المنبه المثير، والأعصاب الحركية التي تنبه العضلات فتعطي بذلك استجابات الحركة. واعتقد بأن قوانين آلية التعلم يمكن أن ترد إلى قانونين أساسين : قانون المران (أو التدريب)، أي أن الروابط تقوى بالاستعمال وتضعف بالإغفال المتواصل ؛ ثم قانون الأثر، الذي يعني بأن هذه الروابط تقوى وتكتسب ميزة على غيرها وتؤدي إلى صدور رضى عن الموقف إذا كانت نتائجه إيجابية. كما أنه من بين ملهمي المدرسة السلوكية بافلوف ، الذي لاحظ أنه كلما اقترن المثير الشرطي بالدافع السيكولوجي إلا وتكونت الاستجابة الشرطية الانفعالية، ورأى بأن المثيرات الشرطية المنفرة تشكل عوائق حاسمة للتعلم وانبناء الاستجابات النمطية.       وأهم المفاهيم التي يمكننا أن نجدها في النظرية الإجرائية في التعلم، وخصوصا مع سكينر هي : مفهوم السلوك : وهو حسب سكينر، مجموعة استجابات ناتجة عن مثيرات المحيط الخارجي طبيعيا كان أو اجتماعيا ؛ مفهوم المثير...

نظرية الذكاءات المتعددة

تأسست نظرية الذكاءات المتعددة (MI) من خلال البحوث و الدراسات التي أفضت إلى نقد المفهوم التقليدي للذكاء الذي يعتمد على اختبار الذكاء أو المعامل العقلي (QI)، الذي وضع في بداية القرن 20 (1905) من قبل ̋ بينة ̏ A.Binet و زميله سيمون تيودور لقياس التخلف الدراسي للتلاميذ بطلب من الحكومة الفرنسية آنئذ، إذ أن هذا الاختبار لمعامل الذكاء لا يقيس في الحقيقة سوى بعض القدرات لدى المتعلمين، فهو يركز فقط على دراسة المقدرة اللغوية و المقدرة المنطقية ــ الرياضية، و من أظهر مقدرة جيدة في هذين الجانبين فإنه يتسم بالذكاء و بالتالي يستوعب المواد الدراسية و يمكنه ولوج المدارس العليا و الجامعات؛ و لكن السؤال عن إمكانية نجاحه في الحياة بعد التخرج، فهي مسألة لا يستطيع التنبؤ بها، ثم هل النجاح في الحياة يقتضي فقط الإلمام الواسع باللغة و الرياضيات و المنطق؟ و في هذا الإطار، وجهت بعض الانتقادات لطريقة المعامل العقلي (QI) المجسدة في اختبار ̋ بينة ̏ و الاختبارات الأخرى المنبثقة عنه، و يمكن إجمال بعضها في: إن الإجابات المختصرة التي يقدمها الشخص المفحوص عن طريق هذا الاختبار لا تكفي للحكم على ذكائه، و إن المعامل العق...

نظرية النمو المعرفي

رائدها العالم جيروم برونر ، وهو عالم نفس ركز في دراساته على البيئة وأثرها في النمو المعرفي عند الأفراد. تأثر بدراسات بياجيه خاصة نظرية المعرفة لديه حيث حاول أن يتعرف كيف يكتسب الأفراد المفاهيم العلمية. حاول برونر أن يتقصى خصائص نمو الأطفال المعرفية وعمل مع باتريشا جرين فيلد بدراسة اللغة وأثرها في النمو المعرفي وكذلك كان اهتمامه الرئيس ينصب على الأساليب التي يقوم بها الأفراد للاحتفاظ بالمعلومات ونقل الخبرات وركز على ما يعمل الأفراد بالمعلومات التي يتلقونها، وركز على المهارات والعمليات والاتجاهات أكثر من التركيز على الحقائق والمعلومات. تتضمن عملية التعليم بالنسبة لـ (برونر) ثلاثة مفاهيم أساسية هي: الاكتساب التحويل الاختبار يرى برونر أن هذه العمليات تتم بشكل متزامن. الاكتساب هي العملية التي يستقبل فيها التلميذ المعلومات الخارجية، أما التحويل عملية خلق معنى لهذه المعلومات ، وربطها بما لديه من خبرات، أما الاختبار فهو عملية التيقن من صحة سلامة هذه المعلومات. قضايا التعلم عند برونر 1. التمثل : Assimilation وهي العملية التي يستطيع من خلالها الفرد أن يدمج خبراته الجديدة بالخبرات ا...