نظرية النمو المعرفي

رائدها العالم جيروم برونر، وهو عالم نفس ركز في دراساته على البيئة وأثرها في النمو المعرفي عند الأفراد. تأثر بدراسات بياجيه خاصة نظرية المعرفة لديه حيث حاول أن يتعرف كيف يكتسب الأفراد المفاهيم العلمية.
حاول برونر أن يتقصى خصائص نمو الأطفال المعرفية وعمل مع باتريشا جرين فيلد بدراسة اللغة وأثرها في النمو المعرفي وكذلك كان اهتمامه الرئيس ينصب على الأساليب التي يقوم بها الأفراد للاحتفاظ بالمعلومات ونقل الخبرات وركز على ما يعمل الأفراد بالمعلومات التي يتلقونها، وركز على المهارات والعمليات والاتجاهات أكثر من التركيز على الحقائق والمعلومات.
تتضمن عملية التعليم بالنسبة لـ (برونر) ثلاثة مفاهيم أساسية هي:
  • الاكتساب
  • التحويل
  • الاختبار
يرى برونر أن هذه العمليات تتم بشكل متزامن. الاكتساب هي العملية التي يستقبل فيها التلميذ المعلومات الخارجية، أما التحويل عملية خلق معنى لهذه المعلومات ، وربطها بما لديه من خبرات، أما الاختبار فهو عملية التيقن من صحة سلامة هذه المعلومات.

قضايا التعلم عند برونر

1. التمثل : Assimilation
وهي العملية التي يستطيع من خلالها الفرد أن يدمج خبراته الجديدة بالخبرات القديمة الموجودة لديه، بحيث تصبح جزءاً من بنائه المعرفي. أي أن الصورة التي يعبر بها المتعلم عما تعلمه، أو الطريقة التي يرى فيها الفرد ما هو موجود في البيئة حوله. ويمكن فهم عملية التمثل من أجل ترجمة خبرات الفرد عن العالم عن طريق:
    ‌أ. العمل والحركة: وتعني التعلم بالعمل فتظهر واضحة في أشياء كثيرة وليس لها عندنا صور خيالية ولا كلمات وتعليمها بالكلمات والصور من الصعوبة. مثل تعلم التنس وركوب الدراجة.
    ‌ب. الصور والخيالات: وتعتمد هذه الطريقة على التعليم البصري أي تنظيم حسي لاستخدام الصور والخيالات التي تلخص الخبرات ويستطيع المتعلم أن يفهم المعلومات دون أن تتم في صورة أفعال وأنشطة أمامهم.
    ‌ج. الرموز (التوضيح الرمزي): وتعني التمثيل بالكلمات واللغة وهي طريقة رمزية فاللغة وأي نظام رمزي لهما قواعد لإنتاج تحويلات من الجمل نستطيع تحويل الواقع أكثر مما هو ممكن من خلال الأفعال والخيالات. وهنا نجد أن الفكر يصبح لغة ممثلة داخلياً ويستخدم الكلمات لتوضيح الأفعال والأفكار والأشياء.
ويرى برونر أن التمثيل الرمزي يمكن الفرد من تشكيل خبراته عن العالم الذي يعيش فيه بصورة قوية وفعالة واستخدام ذلك للبحث عن حل للمشكلة التي يتصدى لها.
2. الدافعية
يبحث برونر في القواعد التي تساعد على التعلم ونقله إلى خبرات في مواقف الحياة المختلفة ويرفض الهدفية. أي أن السلوك يتشكل من أجل الحصول على التعزيز ويرى أن السلوكية تقدم الحل الرخيص لتشكيل سلوك الإنسان ويرى أن الهدف من التعلم هو التحكم في البيئة، ومن أجل تقليل المعيقات التي تعترضه وهو يفترض أن الفرد إذا ما تبنى سلوك حب الاستطلاع فإنه يشبع حاجاته الأولية. ويرى أن هدف التعلم هو جعل الأفراد أكثر سعادة وجمالاً وأنه على المعلم أن يبحث عن طريقة مناسبة عن طريق نشاطات تعليمية مفيدة مشبعة ليثير دافعية المتعلم ويعطي أهمية لاكتساب الخبرات والمعرفة.
لذا ينبغي أن تكون الأهداف معروفة للتلاميذ والدافعية يجب أن تكون داخلية. فحب الاستطلاع والحاجة لاكتساب القدرة خاصيتان فطريتان تشكلان الدافعية. والجانب الآخر للدافعية هو مبدأ ممارسة الأخذ بالعطاء والحاجة الأساسية للعمل مع الآخرين بشكل تعاوني.
3. الاستعداد
قدرة الفرد على تمثل الخبرات أي الحصول على خبرات جديدة أو دمجها مع الخبرات الموجودة لديه من أجل استعمالها في الحياة والتحكم في البيئة المحيطة.
ويرى برونر أنه يجب تعليم الطفل الاستعداد ولا تنتظر حتى يبدأ في التعلم في المدرسة. ويُنمى الاستعداد عن طريق زيادة الخبرات التي يتعرض لها الفرد فيتحول استعداد الطلاب في الرياضيات من سلبي إلى محايد ثم إلى إيجابي وبتطوير الاستعداد نحصل على تمثل أكثر للمعرفة ويقل الزمن اللازم للتعلم ويحصل إتقان له، أي نستطيع أن نحصل على تعلم يزيد البدائل والفرضيات أمام الفرد ويفتح له نوافذ جديدة في مجالات أخرى.
مثال: أطفال أيتام محرومون ثقافياً تم تعريضهم لخبرات لمدة سنتين من أجل تعويض خبراتهم التي فقدوها ثم تمت مقارنتهم بزملائهم الآخرين غير المحرومين فوجدوا أنه لا توجد فروق بينهم.
4. الذكاء
عند برونر، هو القدرة على التمثل المجرد للخبرات وعلى نقلها إلى مواقف الحياة (اكتساب المعرفة وتذويتها يجعلانها جزءا من ذات الفرد ويعطيانه أكبر عدد ممكن من البدائل والافتراضات التي تساعد على حل المشكلات).
5. التعزيز
إن معرفة الفرد لتقدمه أو التغذية الراجعة مهمة له، ويجب أن توقت بعناية و مبكرا ًجدا ًوأن تتدخل مع التعلم. إن التصحيح الذاتي والتعزيز الذاتي هو الهدف النهائي والاستكشاف في قلب نظرية برونر التربوية، والطفل العادي يأتي إلى المدرسة مع طاقة كبيرة ورغبة استكشاف واكتشاف ويكون مهتماً جداً بكل شيء يجري ومتحمساً للقيام به. إن نشاط الطفل له مواجهة داخلياً وهدف محدد وينجز عن طريقه مقداراً من التخيل أو التصور.
المفاهيم التي يكتشفها الأطفال أنفسهم تكون أسهل للاستخدام من تلك التي تحفظ. وبدلاً من أن يخبر التلاميذ بها، يمكن الاستفادة من تخمين الإجابات ومن ثم اكتشاف الحلول الممكنة.
وبما أن مناقشة مجال النمو المعرفي لا تكتمل من دون التطرق إلى النمو اللغوي، فإن برونر يشدد بأن اللغة هي مفتاح في النمو المعرفي، فالمعلم يستطيع استخدام اللغة لتعلم الاستعداد. وقد أظهرت التجارب أن الأطفال يمكنهم أن يميزوا من قبيل المثلث والدائرة والمربع بشكل أكثر سهولة تكون الأسماء ذات علاقة بها وأن استخدام اللغة مرتبط بمستوى نضج الطفل وأنها تعكس كذلك كمية ونوعية التنبيه الذي يحصل عليه من البيئة والمدرسة والمجالات الأخرى في البيئة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراحل النمو العقلي عند برونر

بيداغوجيا الأهداف