بيداغوجيا الأهداف

النشأة
نشأت بيداغوجيا الأهداف في إطار الثقافة الأنجلوساكسونية بصفة عامة، والأمريكية بصفة خاصة.
أغلب مؤسسي هذه البيداغوجيا كرالف تايلر وبنجامين بلوم وإيزنر وبوفام وماجر ينتمون للمجتمع الأمريكي.
تتميز هذه الثقافة بتشبعها بمبادئ الفلسفة التجريبية وأصول التفكير البرجماتي النفعي.
تتميز كذلك بعزوفها عن التنظير والتأمل الذي يطبع بعض الثقافات الأخرى (الثقافة الفرنسية).
الأسس
الأسس التي تعتمدها هذه البيداغوجيا تعود بالأساس إلى الاتجاه الفلسفي المعرفي الذي يتمثل في الفلسفة التجريبية والاختبارية والوضعية.
تجدر الإشارة إلى أن النظرية السلوكية وبيداغوجيا الأهداف تشترك معا في النشأة (الإطار الثقافي والجغرافي) ، وفي الاتجاه الفلسفي المعرفي (التجريبية والاختبارية والوضعية)

مفهوم الهدف التربوي
يقول بوفام : ” الهدف هو ما ينبغي أن يعرفه التلميذ أو يكون قادرا على فعله أو تفضيله أو اعتقاده عند نهاية تعليم معين إنه يتعلق بتغيير يريد المدرس إحداثه لدى التلميذ والذي يوصف بصيغة سلوك مقيس ”
يقول بيرزيا : ” الهدف هو تخطيط للنوايا البيداغوجيا وتحديد نتائج سيرورة التعلم“

استنتاج
الهدف هو عبارة عن تحديد للمهارات والقيم والكفاءات المراد اثارتها وتنميتها لدلى المتعلمين بشكل قابل للقياس والتقويم من أجل التأكد من التحقق الفعلي للتغير المنشود.

أهمية تحديد الهدف التربوي
يقول ديكورت :
” أن تعلم يعني بالضرورة اتخاذ مجموعة من القرارات بدون توقف ، فسواء تعلق الأمر بإعداد منهاج أو تهيىء دروس فإننا مرغمون على الاختيار بين عدد من البدائل المتعلقة بالأهداف والمحتويات وأشكال العمل الديداكتيكي وتقنيات التقويم ، إن هذه القرارات غالبا ما كانت تعتمد على الحدس والتقليد ، ولكن الحاجة إلى إحداث تغييرات في التعليم والتي بدأنا نشعر بها منذ العقود الأخيرة ساهمت بقدر كبير في تبني أنماط من القرار أكثر عقلانية ، لذلك ليس غريبا أن يعود تحقيق هذه الإصلاحات إلى مشكل الأهداف باعتبار أن هذا المشكل لا يمثل فقط نقطة انطلاق كل سيرورة ديداكتيكية بل من جهة أخرى يطبع توجهات هذه السلسلة من القرارات...“

استنتاج
التعليم هو اتخاذ مجموعة من القرارات دون توقف :
كاختيار محتوى.
واصدار أحكام على المتعلمين.
 سابقا كانت القرارات تقوم على الحدس أو التقليد دون تحديد للأهداف
سبب ذلك هو الاستناد إلى الموهبة والتجربة والثقافة.
النتيجة هي الوقوع في الأخطاء التربوية.
تحديد الأهداف بمثابة معيار دقيق لاتخاذ قرارات ملائمة وعقلانية في سيرورة العملية التعليمية التعلمية.
بصفة عامة فالاهداف التربوية في إطار سيرورة العملية التعليمية التعلمية تكتسي أهمية قسوى باعتبارها معيارا أساسيا لاتخاذ قرارات تعليمية عقلانية وعلمية خاضعة للملاحظة والقياس.
           
موقع الأهداف
ضمن مكونات الفعل التعليمي التعلمي
إن المكونات الأساسية للفعل التعليمي التعلمي لابد وأن تكون موجهة بأهداف محددة سلفا باعتبار أن هذا التحديد هو الذي سيمكن من اتخاذ مجموعة من الاختيارات والإجراءات حول المحتوى والطريقة والوسيلة والتقويم ، ويمكن تحديد علاقة الأهداف بهذه المكونات على الشكل التالي :
- علاقة المعلم بالأهداف :
أصبح المعلم منشطا ومنظما للعملية التعليمية بمعية المتعلمين.
- علاقة المتعلم بالأهداف : أصبح المتعلم فعالا ونشيطا ومساهما في العملية التعليمية عوض ما كان عليه كمستهلك للمقررات الجاهزة.
موقع الأهداف ضمن مكونات الفعل التعليمي التعلمي
- علاقة الأهداف بالمحتوى : اتخاذ شكل سلوكات وأنشطة يزاولها المتعلمون وليس على شكل ملخصات ومعلومات وأفكار.
- علاقة الأهداف بالطريقة : تكون الطريقة موجهة بنوعية الأهداف المحددة.
- علاقة الأهداف بالوسيلة : تعبر عن دور المعلم داخل القسم.
- علاقة الأهداف بالتقويم : عملية التقويم في التعليم بواسطة الأهداف تمكن المعلم من الوقوف على سيرورة العملية التعليمية التعلمية.

مستويات الهدف التربوي
يمكن التمييز بين مستويين في الهدف :
- مستوى عام :
ويشمل الغايات والمرامي والأهداف العامة وهو من مسؤولية الدولة والهيئات الإجتماعية.
- مستوى خاص :
ويشمل الأهداف الخاصة والإجرائية وهو من مهام المعلم والمتعلم.

أركان الهدف التربوي
الفعل السلوكي الحركي :
- وهو يصف العمل الذي يقوم به المتعلم لبرهن عن مدى تحقق الهدف لديه مثال : أن يكتب أن يرسم.
الشرط :
- المقصود به الظروف التي سيتم فيها تحقيق الهدف أي الوسائل والإمكانيات التي سيتاح للمتعلم استعمالها من أجل ذلك.
المعيار :
- وهو الحد الأدنى في تحقيق الهدف وهذا العنصر ضروري لتقييم نتيجة عمل المتعلم ويمكن أن نستعمل كمعيار الدقة الزمن عدد الأخطاء....

الصنافات
صنافة بلوم : (بعد فكري)
المعرفة.
الفهم.
التطبيق
التحليل.
التركيب.
التقويم.

صنافة هارو: (بعد حسي حركي)
الإدراك.
الاستعداد.
الاستجابة الموجهة.
الآلية.
الاستجابة المعقدة.

صنافة كراثوول : ( بعد وجداني )
الاستقبال.
الاستجابة.
التقييم.
التنظيم.
التطبع.

معايير صياغة الهدف
أن يكون الهدف محددا بشكل دقيق وواضح حتى تسهل عملية تحقيقه
أن يكون الهدف قابلا للقياس والملاحظة والقياس يساعدنا على تقويم نتيجة التعليم
أن يعبر عن الهدف بفعل سلوكي أو إجرائي.
أن يصاغ الهدف على أساس مستوى المتعلم.
أن تحتوي عبارة الهدف على الحد الأدنى للأداء وهذا الشرط يساعد التلميذ على إدراك مستوى تعلمه ويساعد المعلم على فهم انجازات كل تلميذ على حدة.

مراحل الهدف التربوي
التخطيط :  Planification مرحلة تحليل الحاجات ورسم الأهداف (وضعية الانطلاق)
الهيكلة : Structuration  مرحلة تنظيم المحتوى واختيار الطرائق والوسائل وأدوات التقويم.
التنفيذ : Rèalisation مرحلة ممارسة الفعل التعليمي بمعية المتعلمين.
التقييم : Evaluation مرحلة تحقيق الأهداف.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراحل النمو العقلي عند برونر

نظرية النمو المعرفي